لن أبكي على ماض تولى ....
كنت أقرأ قصيدة الاستاذ الكبير محمود محمد شاكر المعروفة بـ"القوس العذراء " وهي من أروع القصائد التي كتبت في القرن الماضي
تحوي على صور وجماليات واساليب نادرة الوقوع في الشعر المعاصر وكان بيت القصيد في ذوقي لهذا الشعر هو :
بصنع يديك تراني لديك، في قد أختي! ونعم البدل!
صدقت! صدقت!. وأين الشباب؟وأين الولوع؟ وأين الأمل
لان القصة تقول ان رجلا وجد شجرة النبع التي يصنع منها القوس فاهتم لها 3 سنوات ثم احسن صنعها وبدأ يتخذها صديقه دون الناس ثم سافر للحج وهناك صادف تاجرا خبيثا خدعه واشترى منه القوس بثمن لا يقوم لها
فندم وعاد الى وطنه وبمرور الوقت وجد شجرة النبع مرة اخرى ودار الحديث ولخصه الشيخ في البيتين الماضيين
ان الانسان يبتكر ويحسن الابتكار اذا وجد ثلاثة امور
1- الشباب
2- الولوع
3- الامل
وهذا كان دافعنا الى العطاء ولكن وآه ٍ من كلمة ولكن
عندما تدخل الى مكان ما وانت محمل بالافكار والرؤى والامال والطموح وتبدأ تجهز الوسائل للوصول الى تلك المنطقة التي احسنت رسمها في مخيلتك قد تتنازل بعض التنازل لكي يمضي المركب في طريقه والوصول الى غايته
ثم يبدأ الصراع الازلي بين السلطة والفكر وبين الملك والتدبير
وصدق الملهب بن ابي صفرة عندما استعجله الحجاج بن يوسف لقتال الخوارج دون ابطاء فكتب اليه : " إن البلاء كل البلاء اذا كان الامر في يد من يملكه دون من يبصره "
بدأ الناس يستخدمون السلطة لكي يفرضوا رأيهم لا أن يستخدموا السلطة للوصول الى الغاية المتفق عليها
وبدأ التهديد وبدأ التحجيم وبدأ التضييق
هكذا كان حالي معهم ليس الامر انك مخالف بل الامر انك تبصر ما لا يبصرون وتعرف ما لا يعرفون
تحاول ان تتقيد بالقانون فيتغير القانون لكي تفقد البند الذي يؤكد كلامك
ترى قوانين تصدر حديثا لكي يتمتع السلطان بمزيد من السلطة
تقع مخالفات جسيمة تجاهك من قبل من لا علاقة له لانه لم يعجبه ما تقوم به فيكون الرد ننظر في الامر
ثم تأتي اللحظة الفاصلة لتقول بملئ الفم :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا ...
تعليقات