الحكواتي ... لا يترك وظيفته (وقفات مع زاده)) ((1))

بسم الله الرحمن الرحيم

خرج في الفترة الاخيرة كتيب صغير كتبه مدع ٍ للعلم وليس به ولولا الحق لكان أهلا أن لا يقرأ ولكان حقه ما قال يحيى بن معين..كتبنا أحاديث الكذابين ثم سجرنا بها التنور

ولكن كما قال العلماء (( من ألف فقد وضع عقله على طبق يعرضه على الناس ))


فهو قد عرض عقله وكشف عن علمه


وقد أشار من أشارته حكم وطاعته غنم أن انظر فيه وابرز ما فيه من مخالفة للقواعد العلمية والاصول المقررة عند اهل العلم


وقد قال الشافعي فيما رواه عنه الخطيب في كتاب الفقيه والمتفقه له لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجلا عارفا بكتاب الله بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وتأويله وتنزيله ومكيه ومدنيه وما أريد به ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبالناسخ والمنسوخ ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن ويكون بصيرا باللغة بصيرا بالشعر وما يحتاج إليه للسنة والقرآن ويستعمل هذا مع الإنصاف ويكون بعد هذا مشرفا على اختلاف أهل الأمصار وتكون له قريحة بعد هذا فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام وإذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي

فرحم الله الشافعي فصاحب الكتيب الصغير (( ينقل ويحكي قول غيره فقط )) ولا يعرف مما اشترطه الشافعي شيئا يذكر 





وهذا الكتيب يدل دلالة بينة على ان كاتبه ..حاطب ليل وجالب رجل وخيل  فقد فضح عقله وبين خلل فكره

ومن ذلك :

1- لم يحرر مواطن النزاع

2- لم يحرر مقاصد الذي ألف الكتاب من اجله الرد عليه

3- ركاكة الاسلوب وضعف اللغة

4- لا يعرف شيئا من أصول الفقه 

5- لا يعرف الفرق بين الخلاف المعتبر والخلاف المتروك





وسوف نبين ذلك كله إن شاء الله


و الرسالة الاولى :  ليس فيها شيئا  يذكر  بل هي كلام جمعه من هنا وهناك ثم زعم ان ما خالفها فهي (( شبه ، وشبهات ، ومغالطة ، وأغلوطات ))


والان الى الشروع في المقصود


الكتيب في 43 صفحة من القطع الصغير 

فمقدمة الكتيب كتبت بأسلوب عامي ركيك    مثل :

 (( ولم يكن أبدا في ذلك الوقت على هذا الفكر )) 

((أن الرد الاول كان بينه وبين الرد الثاني ما يقارب شهرين من الزمن ))





جعل هذا الحاكي قول غيره ...عنوان كتيبه ((زاد المحتاج  في دفع شبه ))

والعنوان بهذه الصياغة  خطأ و الخطأ  مبني على انه جعل الخلاف الفقهي شبهات وكيف تكون شبهات  وهو يعترف ان المسائل المطروقة بينهما  مما تجاذبه أهل العلم من السلف الصالح   ولكن جهله بالمفردات ودلالاتها جعله يكتب هذا العنوان

  والعنوانهوعقل الكاتب ففيه يعرف الناس المضمون..فجعل كتيبه الصغير في دفع شبهات ..ومن نظر في الكتيب عرف ان المسائل المطروقة مسائل فقهية  وقع فيها الخلاف والخلاف فيها مشهور كبير

فأين الشبه؟

ولانه يحكي قول غيره فهو يردده ولا يعرف مراد الكلام ولا مقاصده   فهو يردد كلمات وجد لها لذة في لسانه فجعل يلهج بها مثل : ((بالتصريح ولا بالتلميح  ، هذا الكلام فيه مغالطة كبيرة  ،رددت فيه على بعض الشبهات ،فيها أغلوطات  ))

كلمات  سمعها من هنا وهناك فهو يحكيها و يردد ما يسمعه 

ولعل من أصدق الكلمات التي قالها ( ولا تعدم من الكذوب صدقا )هي :  ((لأننا - وللأسف - في زمن قد صعد فيه (طلبة العلم، والوعاظ) مصعد العلماء !!! ولا حول ولا قوة إلا بالله. ))

لكن هو ليس من الثلاثة بمكان ..لانه (( حكواتي )) ينقل كلام غيره فهو رسول غيره  وقد جرت السنة ( ان الرسول لا يقتل )) 

لكن نزولا عند رغبة (( من اشارته حكم وطاعته غنم )) تجشمنا قراءة هذا الغثاء




الرسالة الاولى :

جاء في ص11 : مماينبغي على طالب العلم أن لا ينتقص من فتاوى العلماء لا بالتصريح ولا بالتلميح ..........لماذا هذا الاسلوب الاستفزازي الذي يوحي إلى تسفيه طاعة ولي الامر .اهـ

كلمة (( يوحي )) تعني الظن والظن شك والشك يزول بالاستفسار ولكن المؤلف جعل الظن يقينا وبدأ يتكلم كأن الامر اصبح واقعا وصادقا

ونسي ان بدأ الامر كان وحيا وليس حقيقة وصدقا 







الوقفة الاولى:

النصرة للمسلمين : ذكر انواع النصرة وهي :

1- هل تعني الجهاد؟!  ثم أجاب (( وهو لا بد له من إذن ولي الأمر كما لا يخفى عليك.))

والجواب : الجهاد نوعان 1- جهاد الطلب 2- وجهاد الدفع

فإبهامك هنا جعل الامر للاثنين ولو كنت من اهل العلم ما دلست او نقول ما غابت عنك

فالواجب في الجهاد ان يكون تحت قيادة ولي الامر هو (( جهاد الطلب والفتح)) والعلة في ذلك ((خوفاً من الفوضى وحدوث ما لا تحمد عقباه ))

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (12 / 12) .((" الجهاد لإعلاء كلمة الله وحماية دين الإسلام والتمكين من إبلاغه ونشره وحفظ حرماته فريضة على من تمكن من ذلك وقدر عليه ، ولكنه لا بد له من بعث الجيوش وتنظيمها خوفاً من الفوضى وحدوث ما لا تحمد عقباه ؛ ولذلك كان بدؤه والدخول فيه من شأن ولي أمر المسلمين ، ))

فانظر الى كلمة  (( لاعلاء ..وحماية دين الاسلام، والتمكين من ابلاغه ونشره ، كان بدؤه والدخول فيه))

فهذا يدل على عدم وعيك لكلام العلماء وعدم فهمك لدلالات الفاظهم 

ولو كان طالب علم لعرف مواقع كلام العلماء

أما جهاد الدفع: فهو بالاتفاق لا يطلب فيه اذن ولي الامر 




2- أو هل تعني بالنصرة... المال؟!

وهنا يحق لنا ان نقول (( هذه مغالطة كبيرة )) فكلام الرجل الذي انت تقصده غير ما قمت انت بشرحه

فجمعت (( أحشفا وسوء كيلة ))

فالمساعدات التي كانت من الكويت والسعودية  كانت للشعب المنكوب وليس للجيس المحصور (( فاختلف المقصدان واختلفت الغايتان ))

وكفى بهذه مصيبة ان لا تفهم مقصد القول وهو واضح بين



3- أو أنك تعني بالنصرة إرسال الرجال... والقتال؟! فهذا لا نستطيعه نحن ولا أنت ولا الخليج كله، فالأقرب لهم نسباً وبلداً
(الأردن) ما استطاعوا !


وهنا نقول عجزك  لا يبرر خذلانك لغيرك وما لا يدرك كله لا يترك جله ((والقتال ضد النصيرية جهاد ورفعة )) 

ولانك تجهل طرق النصرة فلا تحرم غيرك ان يقوم بما عجزت عنه  



الوقفة الثانية:

- مسألة: هل يشترط إذن ولي الأمر لقنوت النوازل؟
الجواب من ثلاثة اوجه



1- أولاً : نحن في هذه البلد الطيبة المباركة تحت حكومة مسلمة ولا شك، وطاعتنا لأميرنا وولي أمرنا من طاعة الله تعالى،(( وهذه سوف يكون لها رد في الجزء الثاني ))


2- ثاني اً: اعلم أخي القارئ الكريم أن هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها العلماء قديما وحديثا والمتقدمين منهم والمتأخرين.

ينبغي لمن دخل بينهم حَكما أو باحثا مرجحا من طلبة العلم أو حتى من العلماء !

لا ينبغي له أن يغمز بعضهم أو يقلل من شأن فتاواهم


3- ثالثاً: أنقل لكم جميعا فتاوى بعض العلماء المعاصرين الذين قالوا بوجوب إذن ولي الأمر في دعاء قنوت النوازل





هكذا قال صاحب الكتيب الصغير (( الرد عليه من ثلاثة اوجه ))  فالوجه الاول والثالث  ليسا برد بل هو كلام فقط

اما الثاني فهو ينسف الموضوع نسفا  لانه قال (( مسألة اجتهادية )) فأخذ الذي يوافق هواه ومذهبه وأشعرنا أن الخلاف كان بين السلف وأهل البدع 

ولذا ترك من كلام العلماء الاجلاء  ممن هم رأس أهل السنة  ما لم يوافق هواه 

ومن ذلك فتوى اللجنة الدائمة حيث اجابوا في بيان مخصص لقنوت النوازل فقالوا:


"خامسا : قنوت النوازل مشروع من حين وقوع النازلة ويستمر إلى حين انكشافها .

سادسا : على أئمة المساجد - وفقهم الله - الاجتهاد في معرفة السنة والحرص على العمل بها في جميع الأمور فالناس بهم يقتدون وعنهم يأخذون فالحذر الحذر من مخالفة السنة غلوا أو تقصيرا ، ومن ذلك الدعاء في قنوت الوتر والنوازل : فالمشروع الدعاء بجوامع الكلمات والأدعية الواردة في حال من السكون والخشوع وترك الإطالة والإطناب والمشقة على المأمومين ، وعلى الإمام أن لا يقنت إلا في النوازل العامة ."

فلم يتطرقوا الى اشتراط الاذن من ولي الامر .(( وهي فتوى مخصصة لقنوت النوازل ))

وهو انما نقل كلام الشيخين الجليلين ابن عثيمين وصالح الفوزان (( فأوهمنا ان الخلاف خارج أهل السنة ))

اما عبارة الشيخ ابن عثيمين فهي "والصحيح أنه للإمام ولمن أذن له. وهو قول وسط، و الا أصبح الأمر فوضى، وصار كل أحد يرى أن هذا الأمر أو ذاك نازلة".

وعبارة الشيخ الفوزان :"فالذي يقدر هذا هو أهل العلم ،والمرجع في هذا أهل العلم، ويكون بأمر ولي الأمر بعد فتوى العلماء".



وجاء في الانصاف للمرداوي ((2/124)) "وعنه وكل مصل اختاره الشيخ تقي الدين " اي عند الامام احمد واختار هذا شيخ الاسلام ابن تيمية

فهي مسألة الخلاف فيها مشهور  

فهذه الرسالة الاولى :


ليس فيها شي يذكر  بل هي كلام جمعه من هنا وهناك ثم زعم ان ما خالفها فهي (( شبه ، وشبهات ، ومغالطة ، وأغلوطات ))

وقد تبين لك أخي القارئ ان المسألة كلها مبنية على (( سوء فهمه ، وتخيل مريض ، واوهام مسكين ))

والتفصيل الاكثر سوف يكون في الجزء الثاني 

لبيان انه ليس في العير ولا في النفير  فهو حاكي قول غيره (( والرسل لا تقتل )) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))