علمني ...بشروطي

الخبرة  : هي حصيلة أيام وشهور وسنوات طويلة يمارسها الإنسان  فيعرف بها ما يصلحه وما لا يصلحه


لقاء من غير موعد ، وحديث لم يكتب له النجاح

طالب علم وشيخ علم

في مكان عام وخلف جدار عالي وبينهما شمعة غالية

سمع الطالب عن الشيخ  فأحب أن يتعلم منه

والشيخ منطلق في سبله ومشاريعه

اعترض الطالب طريق الشيخ

فكاد الشيخ يصدمه في غفلته

انطلق التلميذ دون أن يستأذن في الحديث وجعل يخبر هذا الشيخ عن الأهوال التي صادفها لكي يصل إليه

استمع الشيخ لهذا التلميذ وهو في شوق أن ينهي حديثه ليبدأ معه مشواره الجديد


وقف التلميذ بعد أن صمت وفي عقله أنه ذكر شروطه في حديثه

لكن الشيخ أخذ يملي عليه ما يسمح به لكي يستمر عنده هذا التلميذ

فرجع التلميذ القهقرى وقال: لعلي ياشيخنا الفاضل لم أُحسن الإبانة عن نفسي...أنا أريد أن تعلمني بشروطي


رفع الشيخ رأسه وشخصت عيونه  وأخرج صوتاً من أقصى حلقه ثم قال: من منا المعلم؟  من منا الطبيب ؟

يا بني لا يفلح العلم  إذا تحكم الطالب في شيخه ..ولا يبارك للتلميذ في العلم إذا كان هو المعلم

إن من سنن الله  إن الذي يعطي هو الذي يحق له الأمر ويحق له أن يشترط


فقال الطالب عجلا : ولكنها حياتي وأنا من يتحكم بها

نظر الشيخ إليه  ثم قال : سوف تعود من حيث جئت ولن تحصل إلا على خفي حنين

ثم بدأ الشيخ  يغره غرا  والطالب يشعر بالغصص  ولا يقدر أن يتكلم

حتى إذا علم الشيخ أنه  استوعب الدرس

قال له : هل لك أن تعود إلى شروطي  وهي شروط كل معلم ؟

قال الطالب  : بل أستمر على شرطي  وأتحمل عاقبة إختياري


بعدها نصب الشيخ قدميه وقال : والله خليفتي عليك


قد ثبت فشل أمرك  ولست أضيع عمري في كلام من لا يعرف قدره ولا يحسن أن يتعلم

وقد أعطيتك  وقتك لكي تحسن أن تستوعب أن العلم  اوله : احترام ما بذله من قبلك  ليوفر عليك وقتك

لكني أراك تحب اللعب وتجيد إضاعة الوقت

ولم يبق من العمر الا أقله

فوداعا......إلا أن تتعلم على شروطي

ونصيحة أخيرة

لن يفهمك أحد فاحسن الى نفسك 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))