الذهبي وذكر ابن تيمية ................ في كتبه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين  وصلى الله عليه وسلم على محمد أما بعد

فقد تعلقت بالامام الذهبي تعلق الروح في الجسد

وكنت اجد في ثنايا كتبه ذكرا لشيخ الاسلام ابن تيمية  فجمعت من ذلك مواطن كثيرة

ثم عملت بحثا حاسوبيا  لجمع ما فاتني مما قيدته في كتبي على طرة بعض الكتب

فجمعت ما يأتي

ولم انسبه  لكتب من كتب الامام الذهبي  حيلة لكي يبحث عنها من يريد البحث

فأكون قد اجبرت الناس على البحث  ولعل الاجر يكون بيننا 





وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ المُنَادِي: حَمْدَانُ بنُ عَلِيٍّ مَشْهُودٌ لَهُ بِالصَّلاَحِ وَالفَضْلِ، بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ فِي عِلَّةِ المَوْتِ: مَا لَصِقَ جِلْدِي بِجِلْدِ ذَكَرٍ وَلاَ أُنثَى قَطُّ .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: هَكَذَا حَكَيْتُ لِشَيْخِنَا ابْنِ تَيْمِيَّةَ، قَوْلَ الشَّيْخِ عَلِيِّ بنِ النَّفِيْسِ؛ المُحَدِّث: عُمُرِي مَا رَأَيتُهُ فِي أُنثَى وَلاَ ذَكَرٍ، فَدَعَا لَهُ الشَّيْخُ وَعَظَّمَهُ.
وَتُوُفِّيَ حَمْدَانُ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.


وذهبَ إِمَامٌ فِي زَمَانِنَا إِلَى أَنَّ مَنْ حَلَفَ عَلَى حضٍّ أَوْ مَنْعٍ بِالطَّلاَق، أَوِ العِتَاق، أَوِ الحَجِّ وَنحو ذَلِكَ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يمِين، وَلاَ طلاَقَ عَلَيْهِ.


ثُمَّ صَنَّفَ بَعْد(العُمَد)كتباً عِدَّةً سمَّاهَا ابْنُ فُورَك هِيَ فِي(تَبْيِين كذب المفترِي ))
رَأَيْتُ لِلأَشعرِيّ كلمَة أَعجبتَنِي وَهِيَ ثَابِتَة رَوَاهَا البَيْهَقِيّ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِم العَبْدَوِيَّ، سَمِعْتُ زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرَخْسِيّ يَقُوْلُ:لَمَّا قَرُبَ حُضُوْرُ أَجل أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيِّ فِي دَارِي بِبَغْدَادَ، دعَانِي فَأَتَيْتُه، فَقَالَ:اشهدْ عليَّ أَنِّي لاَ أَكفِّر أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، لأَنَّ الكلَّ يُشيَرَوْنَ إِلَى معبودٍ وَاحِد، وَإِنَّمَا هَذَا كُلُّه اخْتِلاَف العِبَارَات.
قُلْتُ:وَبنحو هَذَا أَدين، وَكَذَا كَانَ شَيْخُنَا ابْنُ تيمِيَّة فِي أَوَاخِرِ أَيَّامه يَقُوْلُ:أَنَا لاَ أَكفر أَحَداً مِنَ الأُمَّة، وَيَقُوْلُ:
قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :(لاَ يُحَافِظُ عَلى الْوضُوء إِلاَّ مُؤْمِنٌ فَمَنْ لاَزَمَ الصَّلَوَاتِ بوضوءٍ فَهُوَ مُسْلِم.


سَمِعْتُ شَيْخنَا العَلاَّمَة أَبَا العَبَّاسِ  بن عَبْدِ الحَلِيْم يُثنِي عَلَى حِفْظِ أَبِي مُوْسَى، وَيُقْدّمه عَلَى الحَافِظ ابْن عَسَاكِرَ، بَاعْتِبَارِ تَصَانِيْفه وَنفعهَا.

__________

حكَى ابْنُ تَيْمِيَّةَ شَيْخُنَا، قَالَ: قِيْلَ: إِنَّ الخَلِيْفَةَ النَّاصِرَ لَمَّا بَلَغَهُ نَهْيُ عَبْدِ المُغِيْثِ عَنْ سَبِّ يَزِيْدَ، تَنَكَّرَ، وَقَصَدَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَتَبَالَهَ عَنْهُ، وَقَالَ: يَا هَذَا! إِنَّمَا قَصَدْتُ كَفَّ الأَلْسِنَةِ عَنْ لَعْنِ الخُلَفَاءِ، وَإِلاَّ فَلَو فَتَحْنَا هَذَا، لَكَانَ خَلِيْفَةُ الوَقْتِ أَحَقَّ بِاللَّعْنِ؛ لأَنه يَفْعَلُ كَذَا، وَيَفْعَلُ كَذَا...، وَجَعَلَ يُعَدِّدُ خَطَايَاهُ، قَالَ: يَا شَيْخُ! ادْعُ لِي، وَقَامَ.
تُوُفِّيَ عَبْدُ المُغِيْثِ: فِي المُحَرَّمِ  ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.




قَالَ لِي شَيْخنَا ابْنُ تَيمِيَةَ: يَغلِبُ عَلَى الآمِدِيِّ الحِيرَةُ وَالوَقف حَتَّى إِنَّهُ أَوْرَدَ عَلَى نَفْسِهِ سُؤَالاً فِي تَسَلسُلِ العِلَلِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ عَنْهُ جَوَاباً، وَبَنَى إِثْبَاتَ الصَّانعِ عَلَى ذَلِكَ، فَلاَ يُقَرِّرُ فِي كُتُبِه إِثْبَاتَ الصَّانعِ، وَلاَ حُدوثَ العَالَمِ، وَلاَ وَحدَانِيَة الله، وَلاَ النّبوَات، وَلاَ شَيْئاً مِنَ الأُصُوْل الكِبَارِ.
قُلْتُ: هَذَا يَدلّ عَلَى كَمَال ذِهنِه، إِذْ تَقرِير ذَلِكَ بِالنَّظَرِ لاَ يَنهض، وَإِنَّمَا يَنهض بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِكُلٍّ قَدْ كَانَ السَّيْفُ غَايَةً، وَمَعْرِفَتُه بِالمَعْقُوْل نِهَايَةً، وَكَانَ الفُضَلاَءُ يَزْدَحِمُوْنَ فِي حَلْقَتِهِ.


قال شيخنا ابن تيمية: كان له فضل وعلم ودين، وكان ممن انتدب للرد على الجهمية. ومن قال عنه انه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى على المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أنه ارتضى أخته بذلك، فهذا كذب عليه، افتراه عليه المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم. فإنهم يزعمون أن من أثبت فقد قال يقول النصارى. قال شيخنا: وهو أقرب إلى السنة من خصومه بكثير،


وجواب آخر على مذهب الظاهرية كداود، وابن حزم، ومذهب سائر الشيعة إن من حلف على شيء بالطلاق لا يلزمه طلاق ولا كفارة عليه في حلفه، وهو قول لطاوس. وذهب شيخنا ابن تيمية، وهو من أهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه أن الحالف على شيء بالطلاق لم تطلق منه امرأته بهذه اليمين، سواء حنث أو بر. ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق) قال: يكفر كفارة يمين. وقال: إن كان قصد الحالف حضاً أو منعاً ولم يرد الطلاق فهي يمين. وإن قصد بقوله: إن دخلت الدار فأنت طالق، شرطاً وجزاءاً فإنها تطلق ولا بد. كما إذا قال لها: إن أبريتني من الصداق فأنت طالق، وإن زنيت فأنت طالق. وإذا فرغ الشهر فأنت طالق فإنها تطلق منه بالإبراء، والزنا، وفراغ الشهر، ونحو ذلك. لكن ما علمنا أحداً سبقه إلى هذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة مع أن ابن حزم نقل في كتاب الإجماع له خلافاً في الحالف بالعتاق والطلاق، هل يكفر كفارة يمين أم لا ولكنه لم يسم من قال بالكفارة. والله أعلم. والذي عرفناه من مذهب غير واحد من السلق القول بالكفارة في الحلف بالعتق وبالحج، وبصدقة ما يملك. ولم يأتنا نص عن أحد من البشر بكفارة من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدة أشهر، ثم حرم الفتوى بها على نفسه من أجل تكلم الفقهاء في عرضه. ثم منع من الفتوى بها مطلقاً. انتهى.


 قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحاً إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء.

سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا.


وفي معجم السفر للسلفي: سمعتُ الحسن بن أبي الحر بن مصادة بثغر سلماس يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجة، ومعه أخوه أبو يعلي في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمر الهلالي، فقام بجميع مؤنه. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به. وكان أخوه فيه دعابة. وسمعتُ أبا عثمان وقت أو ودع الناس يقول: يا أهل سلماس، لي عندكم شهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تعرضت لغيرها والحمد لله. قتل: هكذا كان والله شيخنا ابن تيمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسر في سورة نوح، وكان بحراً لا تكدره


وذكر شيخنا ابن تيمية قال: قد قيل إن الخليفة الناصر لما بلغه نهي الشيخ عبد المغيث عن لعنة يزيد قصده متنكراً، وسأله عن ذلك، فعرفه عبد المغيث، ولم يظهر أنه يعرفه، فقال: يا هذا، أنا قصدي كف ألسنة الناس عن خلفاء المسلمين، وإلا فلو فتحنا هذا الباب لكان خليفة الوقت هذا أحق باللعن، فإنه يفعل كذا وجعل يعدد خطايا الخليفة، حتى قال يا شيخ ادع لي. وذهب. 


 وكان شيخنا ابن تيمية يتوقف في أمره أولاً، ثم أطلق لسانه فيه وفي غيره من الكبار. والشأن في ثبوت ما يُنقَل عن الرجل، والله المطَّلع. وأما اليونسية: فهم شر الطوائف الفقراء، ولهم أعمال تدل على الاستهتار والانحلال قالاً وفعالاً، أستحي من الله ومن الناس من التفوّه بها، فنسأل الله المغفرة والتوفيق.

رأيت شيخنا ابن تيمية يبالغ في تعظيم شأنه ومعرفته بالمذهب. 

وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل. وكان نازلاً عند قاضي حماة ابن البارزي رحمه الله. حكى لنا القاضي شرف الدين ابن البارزي: أنه تزوج بحماة، قال: وكانت زوجته تؤذيه وتشتمه وهو يبتسم ويدعو لها. وأن رجلاً راهن جماعةً على أن يحرجه، فقالوا: لا تقدر، فأتاه وهو يعظ وصاح، وقال: أنت كان أبوك يهودياً وأسلم فنزل من الكرسي إليه، فاعتقد الرجل أنه غضب وأنه تم له ما رامه حتى وصل إليه، فقلع فرجيةً عليه وأعطاه إياها، وقال: بشرك الله بالخير الذي شهدت لأبي بأنه مات مسلماً.) وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة

. هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعةٍ حدثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي، ونقلته من خط أبي الفتح بن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد. قلت: ولو رأى كلامه هذا لحكم بكفره، إلا أن يكون ابن العربي رجع عن هذا الكلام، وراجع دين الإسلام، فعليه من الله السلام.


فيما حدثني به شيخنا ابن تيمية، عن التاج البرنباري، أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن العربي فقال: كان يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً. وأنبأنا العلامة ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن العربي: شيخ كذاب. وممن حط عليه وحذر من كلامه الشيخ القدوة الولي إبراهيم الرقي.)

 وقد صنف شيخنا ابن تيمية غير مسألة في أن أحوال هؤلاء وأشباههم شيطانية، ومن هذه الأحوال الشيطانية التي تُضِلّ العامة أكْلُ الحيات، ودخول النار، والمشي في الهواء، ممن يتعانى المعاصي، ويخل بالواجبات.

وقف داره بالقصاعين لأهل العلم والحديث. وهي التي يسكنها شيخنا ابن تيمية. 

وحدثني ابن تيمية شيخنا، عن ناصر الدين إمام الناصرية، أنه كان يحضر في حلقة ابن عبد الوهاب، فرآه يشرح في ((التائية)) لابن الفارض، قال: فلما رحت أخذني ما قدم وما حدث، وانحرجت وقلت: لأنكرن غدا عليه، وأحط على هذا الكلام. قال: فلما حضرت وسمعت الشرح لذ لي وحلا، فلما رحت فكرت في الكلام الذي شرحه، وفي الأبيات، فثارت نفسي، وعزمت على الإنكار، فلما حضرت لذ لي أيضا واستغرقني. أصابني ذلك مرتين أو ثلاثا.

وقال شيخنا ابن تيمية: كان خضر مسلما، صحيح العقيدة، لكنه قليل الدين، باطولي. له حال شيطاني. 


 [درس ابن تيمية] 
 وفيها عمل الدرس ابن تيمية شيخنا بالقصاعين في الحرم، وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة. وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة.  قال الجز [ري] في ' تاريخه ': وعمل ابن تيمية بالسكرية درسا حسنا، وكان يوما مشهودا. 

 وقرأت بخط شيخنا ابن تيمية أنه ولي قضاء بعلبك. سمعت منه ' سنن ابن ماجة '


فلما رجع إلى دمشق انقطع ولزم العبادة، وأقبل على كتب ابن العربي فنسخها وتلذذ بها. وكان يلازم زيارة قبره ويبالغ في تعظيمه. والظن به أنه لم يقف على حقيقة مذهبه، بل كان ينتفع بظاهر كلامه، ويقف عن متشابهه، لأنه لم يحفظ عنه ما يشينه في دينه من قول ولا فعل، بل كان عبدا قانتا لله، صاحب أوراد وتهجد، وخوف، واتباع الأثر، وصدق في الطلب، وتعظيم لحرمات الله تعالى. لم يدخل في تخبيطات ابن العربي، ولا دعا إليها. وكان عليه نور الإسلام وضوء السنة. رضي الله عنه. وكان ساكنا بالعزيزية، حافظا لوقته، كثير الحياء والتواضع والسكينة، كتب الكثير بخطه، ولم يخلف شيئا من الدنيا، ولا كان يملك طاسة. وفرغت نفقته يوم موته. وكان شيخنا ابن تيمية يعظمه ويبالغ، حتى وقف على أبيات له أولها: 
(وحياتكم ما إن أرى لكم سوى .......... إذ أنتم عين الجوارح والقوى)
 فتألم له وقال: هذا الشعر عين الاتحاد. قلت: إنما أراد أن ينظم قوله عليه السلام: ' فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به '. الحديث.  فقال: سياق الحديث يدل على بطلان هذا. وهو قوله: فبي يسمع وبي يرى، وما في الحديث أن الباري تعالى يكون عين الجوارح، تعالى الله عن ذلك. قلت: لم أجد هذه اللفظة ' فبي يسمع وبي يبصر ' إلخ.

سألت أبا الحجاج الحافظ عنه فقال: أحد المشايخ الأكبار الأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث. تفرد في الرواية عن عامة مشايخه سماعا وإجازة. سمعنا منه أشياء كثيرة جدا. ولا نعلم أن أحدا حصل له من الحظوة في الرواية في هذه الأزمان ما حصل له. وقال شيخنا ابن تيمية: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث.

 [تدريس ابن تيمية] 
 وفي شعبان درس بالحنبلية بعد موت ابن المنجا ابن تيمية شيخنا.


 وصنف كتاباً في أصول الفقه، جمع فيه بين طريقتي الفخر الرازي والسيف الآمدي. وكان متواضعاً، متنسكاً، كيس، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، طويل الروح على التعليم. وكان ينشئ الخطب ويخطب بها. وتفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام بالقاهرة. وكان متين الديانة، حسن الاعتقاد، سلفي النحلة. ذكر لنا الشيخ تقي الدين بن تيمية أنه قال قبل موته بثلاثة أيام: اشهدوا أني على عقيدة أحمد بن حنبل. قرأت عليه أربعين حديثاً من مروياته.

وكان إليه المنتهى في تعبير الأحلام. قد اشتهر عنه في ذلك عجائب وغرائب، ويخبر صاحب المنام بغيبيات لا يقتضيها المنام أصلاً. وبعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: ذلك مستنبط من المنامات، وبعضهم يقول: ذلك كهانات أو إلهامات. ولكل منهم في دعواه شبه وعلامات. حدثني الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره بالمغيبات. والرجل فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذلك حتى مات. وله الباع الطويل في التعبير. صنف في ذلك مقدمة سماها ' البدر المنير ' 


 قال أبو محمد البرزالي: زرته مع شيخنا تاج الدين، رحمه الله، ودعا لنا، وتكلم مع الشيخ في أن الحقيقة ليست منافية للشريعة. وذكر قصة موسى والخضر، وأن موسى نظر إلى الظاهر، وخفي عليه الباطن، فلما علم حصل الوفاق. قلت: سألت شيخنا ابن تيمية عنه فقال: كان من الاتحادية. حدثني من سمعه يقول هذا القول ويكرره: الوجود واحد وهو الله، ولا أرى الواحد ولا أرى الله. 











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))