سالم بن سعد الطويل ........ وعلم الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف الرسل

اما بعد

فإن الغلو في الحب قد يحجب عن الانسان الرؤيةالصحيحة والفكرة القويمة

وأسباب الغلو تكون في الاشخاص والمواقف والخفايا النفوس

ولعل عرضنا التالي يكون سببه  شيئ مما تقدم وقد يكون لغيره

فالدكتور ربيع كتب عن سيد قطب كتبا كثيرة ليبين ان هذا الانسان  لا يستحق ما ناله 

من شهرة ومكانة 

وظن - وأكذب الحديث الظن - أنه اذا هدم فكر هذا الانسان فقد هدم فكرا ضالا 

وجماعات كثيرة

ونسي وهو في خضم هذا البحث ان الانسان اذا دخل في الوهم فقد كتب على بحثه 

بالسقوط  ولا نتائجه بالظلم والفرية

وقد وضحنا في مقال سابق خطأ الدكتور ربيع  في بحثه عن سيد قطب

لكن حديثنا اليوم  عن : سالم بن سعد الطويل

الذي  افنى سنوات طويلة في التكلم عن سيد قطب  وحاول ان يربط بينه وبين غيره  ممن لا يزالون في الاحياء



 فنشر  الاخ سالم بن سعد الطويل  مقالا في موقعه  نشر هذا المقال في  


2010/6/7

عنوانه ((   كاد الشيخ ربيع المدخلي أن يكون بدريا  ))

فتاريخ  نشر هذا المقال  يدل انه كتب ثم نسي  

وما فيه من الغلو في العنوان ، حقيقة ناصعة ان المعرفة شيء  وان الاعتقاد شيء اخر

فالاخ سالم بن سعد الطويل  درس سنوات طويلة كتاب التوحيد  والشبهات حوله

لكنه عندما مارس الغلو  لم يجد في علمه  انه وقع في هذا الغلو الذي يرفضه كل من قرأ كتاب التوحيد

فكيف بمن افنى عمره في تدريسه !


كلمة (( كاد)) تفيد المقاربة اي ان الاسم والخبر بينهما مسافة قريبة

قال تعالى :"لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "

قال تعالى : "إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به"

وقال ايضا صلى الله عليه وسلم :"عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَنْشَدَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَزَادَ قَالَ « إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ ".

فقد وضح لك الان ان كلمة كاد تدل على قرب الاسم من الخبر

والخبر هو (( ان يكون بدريا ))

وأهل بدر كما جاء في الصحيح انهم افضل الصحابة  لان منهم العشرة والخلفاء الراشدين

فيكون العنوان بعد هذا الشرح (( قرب الدكتور ربيع ان يدخل في البدريين ))

فهذا غلو لم يجرأ عليه أحد قط

وهذه نتيجة الجهل في العلم وليس المعرفة في العلم


لكن السؤال : لماذا كتب سالم بن سعد الطويل  هذه المقالة وصدرها بهذا العنوان ؟

والجواب ليس صعبا بل هو سهل  اذا تتبعت معي  ما سوف يأتي 




ذكر فيه الاخ سالم بن سعد الطويل   كلاما  عن الدكتور  ربيع بن هادي المدخلي 

 كبيرا مبالغا فيه جدا


ولكن لكي  يصل  الى هذا الكلام الكبير عن الدكتور ربيع  فلا بد ان يعظم خصم الدكتور ربيع 

 لكي يحق له 

ان يخلع على الدكتور الالفاظ الكبيرة  القادمة


فخصم الدكتور هو سيد قطب

وللعلم  فسيد قطب (( رجل مسلم كاتب أديب ))  ولا تزد على هذا الا كلمة جاءته  

بأخرة

وهي (( مفكر ))

وسيد قطب  له مراحل في حياته وهذه المراحل جعلته  يقول اقوالا  كبيرة الالفاظ عميقة  الجذور

وكل كلمة قالها  فله (( صوابها )) وعليه (( خطؤها ))

وحاله كحال كل انسان  اتبعه قوم لم يخالطوه  فيحملون كلاما له قاله  في غير موضعه ودلالته

لذا فهذه الاوصاف القليلة (( كاتب أديب مفكر )) لا تليق ان يجعل  الدكتور ربيع 

 منتصرا عظيما حقق ما لم يحققه أحد ووصل الى ما لم يصل إليه أحد 


فلا بد   اذا من ألفاظ جديدة ذات جرس وصدى  تجعل عمل الدكتور ربيع :

  في مرتبة  ابي بكر  الصديق  في الردة

وأحمد بن حنبل  في المحنة

وهذه الالفاظ  هي :

1- ظهرت فتنة تكفير المجتمعات ووصفها بالجاهلية والعزلة والدعوة إلى تهييج المسلمين ضد ولاتهم

2- إنتقاص بعض الصحابة وسبهم والطعن فيهم

3- وغير ذلك من الإنحرافات العقدية والمنهجية التي تبناها وتولى كبرها سيد قطب في مؤلفاته

4- فسيد قطب لم يطلب العلم الشرعي ولا تربى عليه......... لذا أصل أصولا فاسدة وتأثرت به أمة كبيرة من الشباب المثقف

5- الذين اتخذوا منه اسوة وجعلوه رمزا ولقبوه بالشهيد

6- والويل كل الويل لمن تجرأ على سيد قطب بكلمة أو انتقده بحرف
على الرغم من كثرة اخطائه وانحرافاته وجهله المركب !!



اذا   بعد هذا الوصف الكبير حول (( سيد قطب وإجرامه وضلاله ))  الذي  ذكره  سالم بن سعد الطويل   خلع على الدكتور ربيع  الأوصاف الكبيرة  القادمة

1- فكسر ذلك الرمز الكبير واذهب هيبته واظهر حقيقته

2- وتتبع كتبه وألف في اخطائه ووقف بنفسه وأوقف غيره على اخطاء وانحرافات وتأصيلات ما كانت بالحسبان

3- حتى ابتهر كثير من الناس بل وتعجب كثير من العلماء من حال سيد قطب وما كانوا يظنون أن سيد قطب عنده هذا الكم الهائل من هذه الإنحرافات !


4- اخواني السلفيين احفظوا للشيخ ربيع حقه فوالذي نفسي بيده أن الوقوف ضد الشيخ ربيع مكسب لكل حزبي ولكل قطبي .

5- لست غاليا ولا مبالغا إذا قلت لقد هز الشيخ ربيع المدخلي رمزا من الرموز التي كان الناس يهابون أن يمسوه بكلمة


لقد شرح الاخ سالم بن سعد الطويل القضية  اشد الشرح  ووضح القضية اشد الوضوح  حتى اصبح واضحا  ان كلامه  في مدح الدكتور ربيع ما يبرره  ويجعله مقبولا

فعندما يقارن بالبدريين  يكون كلام سالم بن سعد الطويل في الدكتور ربيع  غير مبالغ فيه  ولا يمت بصلة للخطأ

ولكي يبعد عن نفسه شبح الغلو  وان شيخه  قد بلغ الغاية في هدم الرمز  وتكسير افكاره  قال :

 " اقول : إن الواجب علينا أن ننظر إلى انتقادات الشيخ ربيع لسيد قطب قبل الحكم عليه فما اصاب به اتبعناه وما اخطأ به رددناه أما أن يزعم الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق بأن الشيخ ربيع قد خرق اجماع العلماء فهذا
 لا يستقيم ولا يسلم له به ."


فقد عملنا بنصيحته وكتبنا في مدونتنا هذه الملاحظات عن الدكتور ربيع  http://hazman9.blogspot.com/2012/08/blog-post_11.html

وبعد هذا الشرح القصير المختصر للعنوان والمضمون عرفنا ان عنوانه يحمل      من الغلو  ما لا يطاق  من رجل  افنى عمره في محاربة الغلو  والشرك وشرح من كتب التوحيد والشبهات حول التوحيد اكثر من 25 سنة 

وجعل الامر (( ان ربيع المدخلي  وصل منزلة  البدريين ))

وفي ذلك  فقد حكم  ان ما كتبه  ربيع المدخلي عن سيد قطب

1-  (( مقبول عند الله قبولا قطعيا ))

2- انها حسنة كبيرة جدا لكي  يكون قدرها  ان تساوي عمل اهل البدر في بدر

3- ان سيد قطب يساوي في ضرره ضرر الملأ من قريش الذين قتلوا فيها والا لم يكن المقارنة صحيحة

4- ان ربيع المدخلي اصبح من مقدسات الناس فالطعن فيه طعن في الدين ((اخواني السلفيين احفظوا للشيخ ربيع حقه فوالذي نفسي بيده أن الوقوف ضد الشيخ ربيع مكسب لكل حزبي ولكل قطبي .))

ومن يعد قراءة المقالة يلاحظ ان الاخ سالم بن سعد الطويل ذكر من رد كلام ربيع  فذكر هذه الاسماء :

1- الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق مصري نزيل الكويت عفا الله عنه
2- وسلط أحد طلابه وابنائه البار به وهو الدكتور عبدالرزاق الشايجي فكتب رسالة أيضآ !


3- ثارت ثائرة أبي الحسن المأربي وهو مصري أيضا نزيل اليمن 
4- 
ثم ظهر صوت وهو الشيخ محمد حسان وهذا أيضا مصري من مصر

فجعل القضية انتصارا وحمية من مصريين لاخ لهم من مصر 

ونرجع للموضوع :

ولان  هذه العنوان والمضمون حقق ما قلناه  فيما سبق   جعل الاخ سالم بن سعد الطويل  ملاحظة في ذيل المقالة يقول فيها :"(1) ملاحظة : استشكل بعض القراء عنوان مقالي [ كاد الشيخ ربيع المدخلي أن يكون بدريا ] وظنوا أن هذا غلو فأقول للتوضيح:
قصدي حسنة المشاركة في غزوة بدر شفعت للصحابي خطأه الذي وقع فيه فكذلك حسنة الشيخ ربيع في اسقاطه لسيد قطب تشفع له اخطاءه أو بعض الألفاظ التي قد تصدر منه نظير هذا في آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر له أجر خمسين شهيد من الصحابة فليس معنى هذا أنه مثل الصحابة ولا حتى قاربهم."

فجعل الامر ((استشكالا )) ثم حكم مرة على عمل الدكتور ربيع (( حسنة تشفع له اخطاءه )) 

وهنا نعيد السؤال : هل ما فعله الدكتور بيع من إسقاط سيد قطب بزعمه يعد (( حسنة)) لكي نقول إنها ((مقبولة )) ؟

فاذا لم يكن هذا من علم الغيب  ومن التقول على الله ......فأين نضع  ما تقدم  في الدين  !!!

هذه المقالة  امامكم  ولكم الحكم عليها بما ترى






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))