ملاحظات على كتاب .د.ربيع ((أضواء إسلامية)) 1

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه عدة ملاحظات على كتاب :أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره 

للدكتور  ربيع بن هادي المدخلي


هذا العنوان خطأ كبير من الدكتور..فهو بهذا العنوان أخرج سيد قطب من

 الاسلام حتى قال بعض المشايخ بعد أن قرأ كتاب الدكتور "لو كفر شخص سيد قطب لما أنكرت عليه" فهذا العنوان جنى هذه المصيبة .


والكل يعلم أن الاسلام عدة فرق وعدة مذاهب وعنوان الدكتور يجعلها كلها تنظر في

 عقيدة سيد قطب وفكره...لانه بهذا العنوان خارج عن الاسلام 

فالدكتور ربيع  اخرج سيدا من الاسلام من غير ان يقصد ذلك ...واللفظ الخطأ لا

 يبرره النية الصادقة ..

الصواب ان يقول الدكتور "اضواء على عقيدة سيد قطب وفكره" لكي يخرج من هذا

 الحكم الجائر

او يقول الدكتور : اضواء سلفية " لانه سوف يحاكمه من خلال عقيدته

الدكتور ربيع ..خصص هذا الكتاب لعقيدة سيد قطب وفكره...وقبل الشروع في

 توضيح كلام الدكتور لا بد من ملاحظة امر هام جدا

أ- لم يوضح الدكتور الفرق بين (( العقيدة )) و (( الفكر )) الذي سوف يحاكم

 سيدا من خلالهما 

ب- الدكتور ربيع لم يدرس اسلوب سيد قطب ولا معاني كلامه ولا بحث عن مراده

 بل ركب الكلام حسب ما يتفق معه..ويحمل الكلام فوق قدر الكلام

قال شيخ الاسلام:فإنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض ويؤخذ كلامه هاهنا

 وهاهنا وتعرف ما عادته يعينه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به وتعرف المعاني التي

 عرف أنه أرادها في موضع آخر فإذا عرف عرفه وعادته في معانيه وألفاظه كان

 هذا مما يستعان به على معرفة مراده 

 وأما إذا استعمل لفظه في معنى لم تجر عادته باستعماله فيه وترك استعماله في

 المعنى الذي جرت عادتة باستعمالة فية وحمل كلامة على خلاف المعنى الذي قد

 عرف أنه يريده بذلك اللفظ بجعل كلامه متناقضا وترك حمله على ما يناسب سائر

 كلامه كان ذلك تحريفا لكلامه عن موضعه وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه 


لازلنا في توضيح بعض نواقص كتاب الدكتور ربيع...اضواء اسلامية

قال الدكتور ربيع في "اضواء اسلامية "الفصل الثامن قول سيد بخلق القرآن وأن

 كلام الله عبارة عن الإرادة"

يرى الدكتور ربيع ان سيد قطب ينكر صفة الكلام ويجعلها هي (( الارادة )) وهذا

 الرأي من الدكتور ربيع يدل على عدم الانصاف فقد قدمنا كلام ابن تيمية

والدكتور ربيع ربط كلمة ((الارادة )) في كلام سيد قطب مع كلمة(( الخلق))

 و((الكون)) و ((المخلوقات)) فنتج عنده ان القرأن مخلوق عند سيد قطب

وهذه النتيجة  لا تلزم سيد قطب لا من قريب ولا بعيد فسيد يشرح المعنى ولا يقرر

 عقيدة لكي يلزم بقول لم يقله..وهذا قصور من الدكتور في فهم الفاظ سيد

د.ربيع حمل اللفظ على ما يريد هو لا ما يريد سيد..وكلام شيخ الاسلام واضح

 وصريح"كان ذلك تحريفا لكلامه عن موضعه وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه "

اما كلمة ((القران مخلوق)) فلم ترد في كلام سيد قطب في اي موضع من كتبه

 فحاول د.ربيع ان يقلد من سبقه في هذه الدعوى

فكلمة (( القران صنع الله))((صنعة الله)) لا تدل على ان سيد قطب يقول بخلق

 القران فاقام د.ربيع هذه المسألة على الفاظ مبهمة مجملة ثم طعن بها

ليس من حق د.ربيع ان يتأول كلام سيد قطب في مسألة لم يصرح بها او قرب من

 تأويلها..فكلام سيد قطب بعيد كل البعد عن اوهام د.ربيع..والانصاف عزيز

من اراد معرفة ان كتاب اضواء اسلامية ..فيه تحامل وعدم انصاف وينقصه اصول

 البحث العلمي فلينظر الى هذا الفصل

لازلنا مع كتاب(( اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره)) د.ربيع مع فصل

 خطير وكلام قبيح من د.ربيع تجاه سيد قطب..وقد قدمنا كلام شيخ الاسلام..

في هذا الفصل الذي سوف نقدمه ينطبق عليه قول شيخ الاسلام""كان ذلك تحريفا

 لكلامه عن موضعه وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه "

فالدكتور ربيع حرف كلام سيد وبدل مقصده وكذب عليه...وهذه سقطة تجعل محل

 الدكتور في دائرة الاتهام في باقي كلامه وكتبه

الفصل الثاني عشر اعتقاد سيد قطب أن الروح أزلية منفصلة من ذات الله.......هذا

 كلام د.ربيع ..وهذه تهمة شنيع على سيد قطب

ما الدليل على ذلك نقل د.ربيع كلام سيد قطب في قوله تعالى:اني خالق بشرا من

 صلصل من حمإمسنون" سورة الحجر

فزعم د.ربيع ان سيدا يزعم انه قال :كيف تلبست نفخة الله الأزلي الباقي بالصلصال

 المخلوق الفاني

وقال سيد:إنه يقول كيف يتلبس الخالد بالفاني، وكيف يتلبس الأزلي بالحادث

وقال سيد:فهو حادث، والحادث لا يملك وسائل الحكم على الأزلي في ذاته ولا على

 الأزلي في تلبسه بالحادث،

قال سيد :وهي أن الحادث لا يملك وسائل الحكم على الأزلي في أي صورة من

 صوره،

فكلمة أزلي وردت في كلام سيد قطب في هذا الموضوع...وكان المفروض على د.

 ان يراجع كلام سيد في هذا الكتاب ليعرف مراده عن هذه الروح وحقيقتها

لكن..د.ربيع اكتفى بموضوع واحد ليتهم سيد قطب بتهمة شنيعة وعقيدة

 خطير...وهذا يدل في الكذب والتحريف والتبديل على شخص ميت

كلمة الروح وردت في كتاب ((في ظلال القرآن )) في عشرات المواضع لماذا لم

 ينظر فيها د.ربيع ويتحقق من مراد سيد حتى لا يقع في الظلم والافتراء

قال سيد:والروح هنا هو الروح هناك ولم يقل أحد من أهل الكتاب وهم يؤمنون بقصة 

آدم والنفخة فيه من روح الله إن آدم إله ولا أقنوم من أقانيم الإله

كما قالوا عن عيسى؛ مع تشابه الحال - من حيث قضية الروح والنفخة ومن حيث

 الخلقة كذلك . بل إن آدم خلق من غير أب وأم : وعيسى خلق مع وجود أم

إن الذي وهب لآدم . . من غير أبوين . . حياة إنسانية متميزة عن حياة سائر

 الخلائق بنفخة من روحه ، لهو الذي وهب عيسى . . من غير أب

فكلام سيد قطب يتكلم عن تميز الانسان عن غيره من المخلوقات بهذه النفخة..وليس

 ان فيه جزء من الرب العظيم