توضيح لمقال (( حاج أشعث أغبر ))

في جريدة الجريدة  15\11\2011

كتب الدكتور ساجد العبدلي مقالا  بعنوان (( حاج أشعب أغبر))
فحوى هذا المقال  اعتراض لطيف عن الخدمات التي تقول بها  الحملات الكويتية  في ارضاء حجاجها  وتسهيل او ترفيه هؤلاء الحجاج

الدكتور ساجد  يرى ان الحج  ملازم للجهد والتعب فقال ((هل هذا الاستغراق في حشد كل هذه الخدمات والحرص عليها من قبل كثير من الحجاج، يتوافق مع فكرة الحج المقترنة بالمشقة ومع فكرة الحاج الأشعث الأغبر الذي سيغفر الله له، الحج هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، الذي نفهم أن المسلم يسعى من خلاله وعبر بذل الجهد والتعب الذي يبذله للطواف بتلك المناسك والإتيان بتلك الشعائر المقدسة التقرب إلى الله، عز وجل؟))

ابدى الدكتور  سؤالا  يحمل في الفاظه اعتراضا  فقال بعد  فقرات    : ((منذ أيام توقفت وأحد الأصدقاء عند حديث أبي هريرة الذي جاء فيه: “إن الله تعالى يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء، يقول، انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم”. توقفنا عند هذا الحديث مليا بعدما رأينا صورة ليافطة لإحدى حملات الحج الشهيرة تظهر أنها صارت بالفعل تقدم لحجاجها، من جملة ما تقدمه لهم من خدمات، آيس كريم “باسكن روبنز”، وقهوة اللاتيه والكابوتشينو والماكياتو وأخواتها، وغيرها!))


اذا  الترفيه عن الحجاج  يصادم فكرة قد  قدم لها الدكتور  ثم عاد لها فقال : (( لست هنا أحاول التلميح، ولا حتى من بعيد إلى عدم جواز هذا الأمر، معاذ الله، ولكنني بالفعل أجدني مجبرا على التوقف عند هذه المفارقة التي ترسمها مع تلك الدلالات والمعاني التي ترتبط بفكرة أن الحج مقرون بالتعب والجهد المضني، وصولا إلى أن الله عز وجل وصف أهل عرفات حين باهى بهم أهل السماء أنهم قد جاؤوا شعثا غبرا من كل فج عميق، وأنه قد غفر لهم، لأتساءل مندهشا: أين ذلك الجهد الكبير في الحج اليوم في ظل هذه الخدمات الخيالية التي تقدمها حملات الحج؟ أين الحاج، الكويتي على وجه الخصوص، الأشعث الأغبر في زمننا هذا؟))


اذا الدكتور يرفض  الترفيه  الكبير في هذه الحملات  ويرفض فكرة  الخروج عن حد  الاشعث الاغبر

لذا ختم  مقاله  بقوله (( 


يا سادتي، إن في هذه المسألة ما يستحق التوقف عنده مليا حقا، لكنني وبالرغم من ذلك فلن أحاول السؤال عن الرأي الشرعي في مثل هذا الموضوع، وإن كانت نفسي تغريني بذلك، وسأكتفي بأن أظل أتساءل بالأمر بيني وبين نفسي، وأن أتركه لكم أيضا لتقلبوه على وجوهه، ولتتفكروا. هل تراه يستقيم؟!))


ان الخطأ الذي وقع فيه الدكتور  انه جعل الحجاج الى بيت الله طبقة واحدة   وجعل الامر شيئا واحدا

ومن نظر الى الحج عبر القرون الماضية  رأى انها  لا تختلف عن زماننا الا  بما يناسب كل زمان واهله

والحج  لا ينظر الى  الثوب والشعر  وان كانت علامة ظاهرة مقبولة 

الا ان الله  ينظر الى العمل والقلب  كما في صحيح مسلم

وايضا 

الناس الذين يحجون  ليس هم اهل الكويت فقط  ليعترض على فكرة الترف  والتسهيل   لكي يطبق عليهم الحديث

ان اعتراض الدكتور  يدخل في باب الخيال  في تحقيق بعض اهداف الحج  وليس هو الحج

ورب  غني  مترف  صادق بار  ورب  اشعث اغبر  فاجر عاص

والامر يتعلق  في القرب  من الطاعة والبعد  عن المعصية

والحديث  يقول :  “من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه”.


فعلق  الامر  بالعمل والنية والقصد  وليس  بالهيئة والثوب








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))