مراسيل الصحابة عند الشيخ على بن حسن الحلبي

كتب الله لنا  ان نشرح كتاب نزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني  وكانت النسخة التي اقتنيها  من تحقيق الشيخ علي بن حسن الحلبي حفظه الله  فتعرفت عن قرب علم هذا الشيخ الذي عرفته عن طريق تحقيقاته وتخريجاته 

وقد كتبت  موضوعا مستقلا عن بعض ما وقع فيه الشيخ من التقصير في تحرير المسائل 


ونحن اليوم مع تقصير اخر  وهو :


في النكت على نزهة النظر للشيخ على الحلبي  ص 151 : قال الحافظ ابن حجر : ومن ليس له منهم سماع منه ، فحديثه مرسل (1) من حيث الرواية وهم مع ذلك معدودون في الصحابة ، لما نالوه من شرف الرؤية ا.هـ

(1)  لكنه من مراسيل الصحابة وقد قال المصنف في ((هدي الساري)) صـ378 فيها : "وقد اتفق الائمة قاطبة على قبول ذلك الا من شذ ممن تأخر عصره عنهم ، فلا يعتد بمخالفته" ا.هـ

هكذا علق الشيخ علي بن حسن  على هذه الفقرة  و تعليق الشيخ على بن حسن هنا لم يكن موفقا  حيث لم يقرأ العبارة جيدا فالعبارة التي ذكرها  الحافظ ابن حجر العسقلانيبها لها جزأن  :

1- ومن ليس له منهم سماع منه ، فحديثه مرسل  من حيث الرواية
2-  وهم مع ذلك معدودون في الصحابة ، لما نالوه من شرف الرؤية

فليس المبحث في مراسيل الصحابة الذين لهم سماع من النبي صلى الله عليه وسلم  بل عن اخرين لم يكن لهم منه سماع  فهؤلاء من حيث الرواية تابعون ومن حيث الشرف صحابة


واليك بعض النصوص التي توضح ما قلنا

قال الحافظ ابن حجر في النكت 2\541 :  لكن هل يلزم من ثبوت الرؤية له الموجبة لبلوغه شريف الرتبة بدخوله في حد الصحبة، أن يكون ما يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعد مرسلا؟
هذا محل نظر وتأمل. والحق الذي جزم به أبو حاتم الرازي  وغيره من الأئمة أن مرسله كمرسل غيره، وأن قولهم: مراسيل الصحابة - رضي الله عنهم- مقبولة بالاتفاق إلا عند بعض من شذ، إنما يعنون بذلك من أمكنه التحمل والسماع، أما من لا يمكنه ذلك فحكم حديثه حكم غيره من المخضرمين الذين لم يسمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم -.

وقال في الاصابة : 1\5-6 : القسم الثاني : فيمن ذكر من الصحابة من الاطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات صلى الله عليه وآله وسلم وهو في دون سن التمييز اذ ذكر اولئك في الصحابة  انما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على انه صلى الله عليه وسلم رآهم  .......... لكن احاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من اهل الحديث .

3- في شرح الفية السيوطي للاثيوبي :1\130


ثم ذكر حكم رواية صغار الصحابة الذين لا تمييز لهم فقال:

............ وَالَّذِي ... رَآهُ لا مُمَيِّزًا لاَ تَحْتَ ذِي

(والذي) مبتدأ: خبره جملة قَولِهِ لا تحت ذي، أي الصحابي الذي (رآه) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (لا مميزاً) حال من الفاعل، أي حال كونه غير مميز (لا تحت ذي) أي لا يدخل حكم روايته تحت المسألة المتقدمة، فلا يقال: إنه مرسل صحابي بل مرسل كسائر المراسيل.
والمعنى: أن الصحابي الذي رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - غير مميز: كعبيد الله بن عدي بن الخيار، فإن أباه قتل يوم بدر كافراً على ما قال ابن ماكولا، وعد ابن سعد أباه في مسلمة الفتح، وكمحمد بن أبي بكر - رضي الله عنهما -، فإنه ولد عام حجة الوداع فإنهما وأمثالهما يعدون من صغار الصحابة من حيث الرؤية، وأما من حيث الرواية فليست مراسيلهم، كمراسيل الصحابة، فلا يقال: إنها مقبولة كمراسيلهم لأن غالب روايتهم عن التابعين فيقوى احتمال كون الساقط غير صحابي، ويجيء احتمال كونه غير ثقة.


4- قال الذهبي في الموقظة : وقد اغتُفِرَتْ في الصحابة ، كقول الصحابي : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فحُكمُها الاتصالُ إذا كان ممن تُيُقِّنَ سَمَاعُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإن كان لم يكن له إلا مُجرَّدُ رُؤْية ، فقولُه : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمولٌ على الإرسال ، كمحمود بن الرَّبِيع ، وأبي أُمَامة بن سَهْل ، وأبي الطُّفَيل ، ومروان .


فهذه النصوص متوافقة متفقة  على التفريق بين  مرسل الصحابي الذي له سماع  ومن له رؤية فقط  


ملاحظة : لقد عزا الشيخ علي بن حسن  الى كتاب  ((هدي الساري ))  في توضيح هذه القضية  موجود في كلام الحافظ  في النكت على ابن الصلاح  كما قدمنا و هذه القضية كما قدمنا مبسوطة مبثوثة في كتب المصطلح    وهذا قصور ثاني  في التحقيق والبحث 


والله اعلم 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))