القلم ......و..... جبناء الادب

في موقف الباص

الناس تنتظر الباص (( كلمة ليست عربية )) سوف نستبدلها بكلمة عربية جميلة (( في موقف الحافلة )) (( الناس تنتظر الحافلة ))

جلست في مكاني الذي اعد للانتظار قبل وصول الحافلة

اغمضت عيني لكي ارتاح من المشاهد العابرة والصور المتكررة

ولم اشعر الا وانا في نوم عميق واستسلام رهيب ارخى مفاصلي وشل فكري

واستيقظت من النوم مفزوعا خائفا كأن حية ذات قرون لدغتني

لكن المفاجأة ان البرهة التي اخذتني لم تتجاوز 5 دقائق كاملة

لكن المصيبة ان الحافلة قد ذهبت مع الناس الذين ينتظرون

لم اتضايق لان الحافلة تأتي كل ربع ساعة الى نصف ساعة

حاولت النوم مرة اخرى لكن جلس بقربي شيخ تعلوه الهيبة وتتساقط من فمه الدرر وفي عينه موقد الذكاء

سلم وجلس

وفاجأني بقوله : عادل هل لي ان اتباحث معك

علاني العرق من الخوف وصمت لساني عن الحديث

لكنه عرف من عيني شهوتي الى المجهول


فانطلق يتكلم عني وعنه

اسمع ايها الفتى المسكين ان الادب مرحلة متقدمة من آداب الامم ولا يستطيع ان يرقى اليه الا كل خنذيذ وكل صاحب همة حديد

انك تراهم في كل وادي يتحدرون وينزلون ولكنه لا يتجاوزن الحروف المتشابكة والانامل الضاغطة

ينقصهم الادوات المتعبة والالات الثقيلة ليحفروا الارض الصلبة ويقتلعوا الاشجار الميتة


تغرك هجمتهم فلا تخف فهم جيش من الورق المقوى بالماء الضعيف يذبلون ويسقطون


هل تعرف يا صغيري انهم لا يحسنون حتى اقل واضعف ادوات الاديب

ربما تضحك من كلامي لكن سوف ارشدك الى بعض افكارهم


1- مجموعة من شذاذ الافاق اتفقوا عن ان الكلمة هي (( التواضع والقبول )) تنتظر منهم ان يسددوا الاصابة في عالم الابداع

فتجدهم لا يزيدون على (( اياك والغرور ))


2- مجموعة من الفاشلين في قراءة الكتب الماضية يزعمون انها لا تفيد شيئا بينما القرأن نزل على اولئك القوم

3- فلسفة غريبة لا شرقية ولا غربية يذكرك بالخلق المركب والمسخ المتحول


اسمع ايها الفتى المسكين ان طريقك شاق متبع لكن عاقبته حميدة مأجورة

فخذ حظك من العلم وحارب من اجل الادب

اما هم فسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء


ثم وقف وادار ظهره لينصرف فقلت بعد حبسة طويلة (( من أنت ؟؟))

فقال دون ان يلتفت الي


من غيري !