((فتاة تبحث عن الحب ))
وقت الغروب تجتمع الكلمات وتبحر اللحظات
وقفت ((هيا )) على أول مكان يلتقي فيه الماء مع رمل الشاطئ ثم جثتْ على ركبتيها وغمست يديها في الماء لعل الماء يذهب بعض لوعتها
شعرت ((هيا )) بشيء يسري في جسدها فوقفت متعوذة بالله وجعلت تهرب وتقطع الطريق بالصياح
حتى وصلت الى سيارتها وركبتها ولكنها لم تحاول قيادتها سكنت روعتها
ورجع اليها عقلها ثم نزلت الدموع وبعده زاد البكاء لتفرغ ما كان متلجلجا في صدرها
(( هيا ))
بنت في الثانية والعشرين من عمرها تجمع بين جمال الوجه وجمال الجسدلم تحاول ولو مرة واحدة ان تعبث بصورتها
لانها اجمل واروع اذا تركت الصورة كما خلقها الله
يظن كل من رأها ان اشهر من يملك ادوات التطرية والتحسين قد مارس سحره وفنه في صورتها
كانت كثيرة التواضع رحيمة القلب كريمة الروح سعيدة البسمة تسحرك بنظرة وتملكك بكلمة
لا يعرف لها اعداءولم تخسر الاصدقاء
كانت ترى العالم ينطلق بطريقة غريبة فلم تخسر لجهلها بهذا العالم ولم تكسب لمعرفتها به
وفي يوم من الايام وفي غفلة من الغفلات وقع في يدها كتاب يتحدث عن (( حب المرء لنفسه ))
فوجدت فيه اشياء يخالف ما استقر في خلدها وما تمرست عليه
فداعبها الفضول ورأت انها قادرة على البحث والمناقشةفبحثت عن عنوان للمؤلف لكي تراسله فلما وقع في يدها اخذت الورقة والقلم
وبدأت تكتب ما تعرف مخالفة المؤلف في مواطن كثيرةوهي لا تعرف المجاملة ولا تحابي اخذت تكيل له الاتهامات وتسدد له النصائح والارشادات
فكانت عباراتها قاسية مؤلمة
والمؤلف لم يدخر جهدا في جمعه لمادة الكتاب واسهر ليله لكي يكون الكتاب واضحا لا غموض في فكرة ولا اشكال في لفظة
فلما وصلته الرسالة اعجب بالكتابة وخاب ظنه في جهده الذي بذله في كتابه
فكتب اليها يقول لها :قد وصلني منكم رسالة تدل على اهتمامكم
واذا احببتم ان تراسلونا مرة اخرىفارجو اتباع الارشادات التالية
- السلام علينا
- السؤال عن صحتنا
- ذكر كلامنا الذي لم يرق لكم
- اعتراضكم
فلما عاد الرد اليها ورأت فيه ما افقدها صوابها وافقدها قدرتها على المخالفة
فراسلته مرات ومرات وهي ترى المتعة والتشويق في حروفه وكلماته
ومن قدر الله ان المؤلف كان في نهاية العشريينات((فصادف قلبا خاليا ))
وفي يوم من الايام طلب منها مالم تقدر على رفضه
فسقطت في أسر الحب وفي قيد العشق وفي سجن الهوى
وكان المؤلف صادقا أمينا عارفا بما تفرضه النفس اذا أحبيت
فزاد الامر وطغى الشر ورجعت لتتركه وهيهات هيهات
من سقط في طينة الحب لا يعرف كيف يخرج منهاصارحته بحبها واخبرته بعشقها
فلم يكن منه الا ان اخرج ورقة صغيرة وكتب عليها
(( لو قرأتِ كتابي جيدا لعرفتِ انك مخطئة ))
وذهب ولم يرجع
وظلت (( هيا )) في بحرها لا تعرف كيف ترجع الى شاطيئها
ولا تعرف قيادة مركبها لكي تذهب حيث ارادت
وغرقت غرقت غرقت
الاردن -عمان 9/7/2007

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))