الفقهاء والعواطف


الانسان كتلة كبيرة من المشاعر المتناقضة المتصارعة

وعندما يحسن استغلالها ، ويصل به الامر الى اعلى مراتبها ، يذهب به الخيال الى ان يصور الامور كأن قد رأى وقد سمع :

اقتباس:
الألمعي الذي يظن لك الرأي ... كأن قدر أى وقد سمعا


وعندما يتسلح المرء بالدين ، ويتدرع بالاخلاق ، يعصمه الله من الشرور ، وسوء الظنون


وعندما تذهب في رحلة مع كتب الادب تقع على مشاهير من العلماء قد ذهب بهم ما يشعرون الى السؤال الصريح عن امورهم


1- وقيل لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أتقول الشعر مع النسك والفضل والفقه قال لا بد للمصدور من ان ينفث

2- وقال معاوية لصحار العبدي ما هذا الكلام الذي يظهر منك قال شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا
وقال ابن حرب من أحسن شيئا اظهره


3- عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مَسعود، وهو ابن أخي عبد الله بن مَسعود، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد السَّبعة من فُقهاء المدينة، 


4- وعُروة بن أذينة، وهو من فقهاء المدينة وعُبّادها



قال عبيد الله بن عبدالله بن عتة بن مسعود


اقتباس:

شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه . . . هَوَاكِ فَلِيمَ والتأمَ الفُطُورُ
تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ في فُؤادِي . . . فَبَادِيهِ مع الَخَافي يَسيرُ
تَغَلْغَلَ حيث لم يبلُغ شرابٌ . . . ولا حُزْنٌ ولم يبلغْ سرورُ


وقال ايضا :


اقتباس:
ألا من لنفسي لا تموت فينقضي ... عناها ولا تحيا حياة لها طعم
تجنبت إتيان الحبيب تأثماً ... ألا إن هجران الحبيب هو الإثم
فذق هجرها قد كنت تزعم أنه ... رشاد ألا يا ربما كذب الزعم

وقال ايضا :

اقتباس:
لعمري لئن شَطَّتْ بعثمةَ دارها ... لقد كدتُ من وشكِ الفراقِ أُليحُ
أروحُ بهمٍّ ثم أغدو بمثلِهِ ... وتحسبُ أني في الثيابِ صحيحُ


وقال أبو الزناد: قدمت المدينة امرأة من هذيل، وكانت جميلة فرغب الناس فيها، فخطوبها وكادت تذهب بعقول أكثرهم، فقال عبيد الله ابن عبد الله: من الطويل


اقتباس:
أحبُّكِ حبّاً لا يحبُّكِ مِثلَهُ ... قريبٌ ولا في العاشقين بعيدُ
أحبّك حبّاً لو شعرتِ ببعضِهِ ... لجدتِ ولم يَصْعُبْ عليكِ شديدُ
وحبّكِ يا أمَّ الصبيِّ مُدَلّهي ... شهيدي أبو البكر فنعم شهيدُ
ويعرفُ وجدي قاسمُ بن محمدٍ ... وعروةُ ما ألقى بكم وسعيدُ
ويعلمُ ما أخفى سليمانُ علمَهُ ... وخارجةٌ يبدي بنا ويعيدُ


أبو بكر: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب بن حزن، وسليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسابعهم عبيد الله قائل الأبيات، هم الفقهاء السبعة، فقهاء المدينة الذين أخذ عنهم الرأي والسنن




ومن شعر عُروة بن أذينة، وهو من فقهاء المدينة وعُبّادها، وكان من أرقّ الناس تشبيبا:


اقتباس:
قالت وأَنبثتها وَجْدي وبُحت به ... قد كُنتَ عندي تحب السِّتر فاستَتِر
ألست تُبصر من حولي فقلتُ لها ... غطَّى هواك وما ألقَى على بَصري


ووقفتْ عليه امرأة، فقالت له: أنت الذي يقال فيك الرجل الصالح وأنت تقوله:


اقتباس:
إذا وجدتُ أُوار الحُبّ في كَبِدي ... غدوتُ نحو سِقاء الماء أَبتَرِدُ
هبني بردتُ ببرَد الماء ظاهرَه ... فَمن لنار على الأحشاء تَتّقد


والله ما قال هذا رجل صالح.


ولو بحث الانسان في الكتب لوجد اضعاف ما وجدت (( لكنها قصص تحمل الدين والاخلاق ))




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))