عندما تخضع للمرأة




انه شاب ذو اخلاق قاسية تعلم على يد كبار السن حتى اصبح وهو في العقد الثاني كأنه في العقد الخامس لا يرى الا مكارم الاخلاق لباسا له

حاول ان يظهر حزمه وقوته فلم يستطع فمارس قوته على الضعفاء ومن الجنس الاخر سعى بكل ما اوتي من قوة الى فرض هذا الرأي وكوّن له اصحابا واتباعا حتى اصبح شعاره (( لامكان لكم عندنا ))


وفي ليلة مظلمة سيئة الظلام سمع هاتفا يناديه فاستيقظ فزعا مرعوبا حاول في تلك الظلمة ان يجد مصدر الصوت ولكن الصوت بقي في داخله واستقر في فؤاده

وعندما استيقظ مرة اخرى كان قد تغير من حيث لا يشعر ولان من حيث لم يعلم
وانطلق الى مكانه الذي خلقه فوجد صاحبة الصوت قد اعدت له مهمته التي لم يختارها ومعركته التي ليس له فيها نصيب فاصبح دابة لها تقوده حيث شاءت وقد احسنت مع الايام اطعامه وتدريبه حتى اذا جهز لها اطلقته على اعداءها فاصبح في كل مرة يدخل معركة ويخرج منها قد اكثرت فيه الجراح وطالت معه الاثام


وفجأة وبدون مقدمات تركته دون وداع او امل في اللقاء فرجع الى مكانه الذي خلقه فوجده يبابا لا أنيس ولا جليس فعلته الكآبة وامسكت به التعاسة وظل كذلك يوما اثر يوم وشهرا بعد شهر

ومع الافق لاح له نجم جديد فاسرع اليه والقى له قياده وسلم له انقياده ورضي بها بدلا وعوضا ففرحت به ولكنها ليس كالاخرى التي تعرف حقه ونصيبه بل تركته يلهث وراء اعداءها دون علاج لجراح او طعام ليرد به قوته التي ذهبت فسقط صريعا لليدين وللفم

وصدق الله ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ))







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))