السياسة من كتاب عيون الاخبار لابن قتيبة 2





ذكر أعرابي أميراً فقال: " كان إذا ولي لم يطابق بين جفونه وأرسل العيون على عيونه، فهو غائب عنهم شاهد معهم، فالمحسن راج والمسيء خائف " .



قال عدي بت أرطاة لإياس بن معاوية: دلّني على قوم من القراء أولّهم. فقال له: القرّاء ضربان: فضرب يعملون للآخرة ولا يعملون لك، وضرب يعملون للدّنيا فما ظنّك بهم إذا أنت ولّيتهم فمكّنتهم منهم ؟ قال: فما أصنع؟ قال: عليك بأهل البيوتات الذين يستحيون لأحسابهم فولّهم.



حدّثني المعلّى بن أيوب قال: سمعت المأمون يقول: " من مدح لنا رجلاً فقد تضمّن عيبه " .


قال زياد لابنه: " إذا دخلت على أمير المؤمنين فادع له ثم اصفح صفحاً جميلاً، ولا يرينّ منك تهلكاً عليه ولا انقباضاً عنه " .


وكانت العرب تقول: " إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه " .


قال معاوية: " لقد كنت ألقى الرجل من العرب أعلم أن في قلبه عليّ ضغنا فأستشيره، فيثير إليّ منه بقدر ما يجده في نفسه فلا يزال يوسعني شتماً وأوسعه حلماً حتى يرجع صديقاً أستعين به فيعينني وأستنجده فينجدني



كتب الحجاج إلى المهلّب يستعجله في حرب الأزارقة، فكتب إليه المهلب: " إن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره " .


كان ابن الزبير يقول: " لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه " .

وسئل بعض الحكماء: ما العقل؟ فقال: " الإصابة بالظن ومعرفة ما لم يكن بما كان وكان يقال: " كفى مخبراً عما مضى ما بقي، وكفى عبراً لأولي الألباب ما جرّبوا " .


وكان يقال: " كل شيء محتاج إلى العقل، والعقل محتاج إلى التجارب " .


ويقال: " ما لم ينفعك ظنه لم ينفعك يقينه " .

قال عبد الملك بن مروان لأخيه عبد العزيز حين وجّهه إلى مصر: " تفقّد كاتبك وحاجبك وجليسك، فإن الغائب يخبّره عنك كاتبك، والمتوسّم يعرفك بحاجبك، والداخل عليك يعرفك بجليسك " .


ويقال: " عقول الرجال في أطراف أقلامهم " .


ويقال: " القلم أحد اللسانين وخفة العيال أحد اليسارين وتعجيل اليأس أحد الظّفرين وإملاك العجين أحد الريّعين وحسن التقدير أحد الكاسبين واللّبن أحد اللحمين وقد يقال: المرق أحد اللحمين.
في الكتابة، وفي وصف الكتّاب



قيل لبعضهم: إن فلاناً لا يكتب، فقال: تلك الزّمانة الخفية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))