طفل ولد كبيرا .......ذكريات ... 4

الاطفال  خيالهم محدود   ،  وهمهم معدوم  ، وغناهم  موجود ، وقلوبهم نظيفة

لم أكن أعرف من الدنيا  الا  بيتا  استيقظ  وأنام  فيه  ،

بيتا له سور ، ومكانا اجد فيه طعاما وشرابا ، وفراشا ولحافا

كم كنت  قليل الطموح  ، خالي البال  ،

استيقظ  في الصباح الباكر  لأمضي في اللعب  ، أنام لأنني لم أعد استطيع فتح العيون

هكذا كانت الحياة لعب ومرح وتسلية

في أحد الايام كنت قريبا من غرفة والدي  اجده دائما يبحث عن الخلوة 

ينتظر الوقت الذي يهدأ فيه الاطفال من ضجيجهم 

 يلبس نظارة ويحمل كتابا   يداعب اوراقه 

ويناغي  حروفه

 لفت نظري لونه واوراقه

وجدت من تلك الاوراق غيرة كبيرة واحساسنا  بغيضا 

دقائق محدودة ثم اغلق الكتاب ووضعه في الدرج

كانت عناية الوالد به كبيرة  في طريقة امساكه وحرصه علي وضعه بطريقة حذرة جعلتني اكثر من مراقبته كل يوم

الايام تمر وساعات تجذبني الى درج والدي

وجاء اليوم المرتقب واللحظة الموعودة

تسللت بحذر  الى الكثز الذي يخفيه والدي

فتحت الدرج  لاجد عدة كتب  فزادت غرابتي   وتمكنت من الغيرة 

  فجعلت ابحث عن صديقي  وصاحبي  رغم انني اشعر انه عدوي  وخصمي 

بعد عدة محاولات سريعة لتذكر شكله ولونه وحجمه 

فوجدته بينها   وكأنه  يقول لي : بيدي لا بيدك يا عمرو 

 وحفظت اسمه " تغربة بني هلال "

اسم لم يمح من ذاكرتي رغم هذه السنين





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))