مشايخ طاعة ولي الامر ...أموات غير أحياء

بسم الله الرحمن الرحيم

انتشر في الوقت الماضي دعوتان  لهما حظ من النظر

دعوة : تدعو الى  محاسبة الحكام  

ودعوة : تدعو الى السمع والطاعة

كلا الفريقين  يرى ان الظلم واقع  ولكن اختلفت الرؤى  في كيفية معالجة هذا الظلم


ولكن  تعالوا  الى  اصحاب الدعوة الى السمع والطاعة

هؤلاء افراد من المسلمين  رزقوا حظا من المعرفة  وقليلا من العلم  بدأوا  ينشرون ثقافة سمعوها من علماء فضلاء  لم يستوعبوا الفكرة ولم يفهموا الحكمة

انطلقوا مع قلة علمهم  وسوء فكرهم  وقصر نظرهم  الى مسألة عظيمة  ومشكلة كبيرة  وبدؤوا  يحكمون بعض الاحاديث  ويضعونها في غير موضعها


قبل ان نبدأ توضيح خطرهم  نقول :

الدين الاسلامي  هو خاتم الديانات  وهو الشريعة التي ارتضاها الله  وقد ذكر الله فيها  كل ما يحتاجه الانسان في دينه ودنياه

وهناك  قواعد كلية   واركان  ، وهناك احكام  عامة واخبار


فمن اخذ بعض القواعد والاركان  واهمل بعضها  وقع في متاهات وضلالات


من القواعد العامة والكلية هي :  العدل  وهذا امر متفق عليه  في جميع الشرائع   والقرآن فيه ايات ومواطن  لنشر العدل


ومن القواعد  الكلية هي : الدين والنفس والعقل والعرض والمال 

فهذا الخمسة مطلوب على الانسان  ان يحميها ويحافظ عليها


بعض ان شرحنا الفكرة  باختصار


ذهب مشايخ طاعة ولي الامر  الى التمسك بنصوص  عامة في قضية السمع ةالطاعة

منها : ان لا ننزع يدا من طاعة 

: وعلى اثرة علينا

: ان لا ننازع الامر اهله

: وان جلد ظهرك واخذ مالك 


وغيرها مما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم


ولكن السؤال هو : كيف توفق بين  اقامة العدل  والاحاديث الاخرى ؟

وكيف تنكر المنكر مع  ان لا تنزع يدا من طاعة ؟


والاهم  من ذلك كله 


هل اذا سمعنا واطعنا  للحكام  سوف يقل شرهم  وينتهي ظلمهم ؟؟

وهل اذا تركنا محاسبتهم  واكتفينا  بقوله صلى الله عليه وسلم (( وعلى أثرة علينا )) سوف تشبع نفوسهم ؟


ان الظلم اذا لم يجد مانعا    تمادى .....فكيف نوقف الظلم ؟؟

ان الانسان  اذا طمع ....اهلك الحرث والنسل ....فكيف نوقف  طمعه ؟


المشكلة التي تصاحب مشايخ طاعة ولي الامر  هي : انهم لا يجدون حلا  الا في الصمت البغيض

فعليك السمع والطاعة ويقضي الله امرا كان مفعولا


فلا حل يوجد  الا  اترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله

ونسوا  او حاولوا ان ينسوا   

ان الناس طبقات مختلفة  وافكار متنوعة  ونفوس متراكبة

وان المصالح  اذا صدمت  والدنيا اذا اخذت  

لا يرضيها  الا  العدل

وليس  الذل  والخنوع


فعسى مشايخ طاعة ولي الامر  ينتبهون  للفكرة  ويقيمون  العدل في افكارهم 


عندما  يمرض الانسان  ويرى  المنع من علاجه  ....ماذا يفعل ؟؟

عندما يمنع الانسان من رزقه .....ماذا يفعل  ؟

عندما يحرم الانسان من كونه انسانا ... كيف يسترجع انسانيته ؟؟

عندما  تبدأ الدولة بالانهيار المعنوي والمادي ......هل نصمت ؟؟؟


اسئلة كثيرة  لا ادري كيف سوف يكون جوابهم !!!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))