مشايخ طاعة ولي الامر ..وما لقيصر لقيصر

ولي الامر انسان مسلم  له حقوق المسلمين وعليه واجبات المسلمين

فهو مسلم اولا واخر

له ذنوب في خاصة نفسه  وله حسنات في نفسه 

واقرأ هذا الحديث بين معاوية رضي الله عنه  وبين المسور بن مخرمة رضي الله عنه : قَالَ الْمِسْوَرُ : فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلا بَيَّنْتُهُ لَهُ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ : لا بَرِئَ مِنَ الذَّنْبِ.
فَهَلْ تَعُدُّ يَا مِسْوَرُ مَا نَلِي مِنَ الإِصْلاحِ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا؟ أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الْحَسَنَاتِ؟
 قَالَ الْمِسْوَرُ : لا، وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلا مَا تَرَى مِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ : فَإِنَّا نَعْتَرِفُ لِلَّهِ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ فهل لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تُهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ؟
 قَالَ مِسْوَرٌ : نَعَمْ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ : فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ أَنْ تَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي



فالولي  في خاصة نفسه  بينه وبين الله


لكن الذي يزعج كل مخلص منيب  هو الغلو في شي  وتناسي الامر من طرف ثاني


كما قدمنا  ان الدولة بين  راعي ورعية  الاول عليه العدل والثاني منه السمع الطاعة

وبينهما وثيقة مكتوبة موثقة  ان الاول يؤدي الى الثاني حقوقه  ويوفي له الثاني بواجباته


مشايخ  طاعة ولي الامر  فقهوا الثانية  واهملوا  الاولى  زعما  ان نبينا هكذا  امر (( ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم ))

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

من عيوب  المتعالم  انه يفقه ربع الاشياء  لان شيخه  يفقه  نصف الاشياء

فالشريعة  لها قواعد كلية  ومقاصد سليمة  

وهو لم يحفظ القواعد  ولم يفقه المقاصد  

فتجدهما  بين  نص  لا يعرف كيف يفهمه  وبين قاعدة لا يعرف كيف يطبقها  وغابت عنه المقاصد

فهو تارة مع شيخ وعالم  يقول  هذا هو الصواب  ومرة بين شيخ  يقول له ذاك هو الصواب

والمسكين التلميذ  اعجابه  يجعله حائرا بين  شيخ يحبه  وشيخ  يرجو بركته

ان الشريعة  بحر متلاطم الامواج  واصوله  واسعة الفضاء

فيحتاج المرء الى ان يبحث المسألة الواحدة مع اهلها  اياما طويلة  وقد يفتح الله عليه :



وهذا شيخ الاسلام  ابن تيمية ذكر عنه  : وكان رحمه الله يقول ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول يا معلم آدم وإبراهيم علمني وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني


فهذا شيخ الاسلام  الذي شهد له الناس  انه  الاحفظ  والاعلم  والاتقى  يقول عنه نفسه هذا 



ولعل  اصدق كلمة تدل على ما نقول  هي :  أبي جحيفة رضي الله عنه قال 
 : قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله ؟ قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة . قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر 



فالعلم  ليس نقلا مجردا  او صاحب دعوى عريضة  بل هي فهما يعطيه الله رجلا في القرآن


فذا  قال الشاعر: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ....علمت شيئا وغابت عنك اشياء


فان شر الناس من يعمل باحاديث  ويترك احاديث

ومن يفهم اشياء  وهي تناقض اشياء

والذي لا يعرف العام والخاص

والمطلق والمقيد

سوف  ينتهي به الامر كما قال صلى الله عليه وسلم ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا ))

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))