كلنا مبدعون ....اذا ً مَنْ الفاشلُ ...؟


كنت قد عزمتُ على هجر المنتدى فترةً زمنيةً قد حددتها في قلبي ولم يجد احد من الذين يحبونني القدرة على ثني عن هذا القراروهناك اسباب كثيرة جعلتني اتخذ هذا القرار لعل الوقت المناسب يأتي لكي اشرح هذه الاسباب فقد اعددت لها موضوعا خاصا 

ولما استيقظت هذا الصباح بعد رحلة الحج هذا العام

اشار ((من اشارته حُكم وطاعته غُنم )) ان ادخل في هذا اليوم بعد ان شرح لي الاسباب التي جعلته يطلب مني هذا الطلب
ولهذا الشخص قدرة على فرض الحب لانه ((مكان الروح من جسد الجبان ))
فرجعت الى المحفوظات التي عندي حول بعض المواضيع التي شغلت بالي وفكري واستهواني هذا العنوان : 
كلنا مبدعون ....اذا ً مَنْ الفاشلُ ...؟
واليكم الموضوع :

من خلال الركض وراء الملفات الشخصية ،والبحث وراء الالفاظ العشوائية .ترى كلمة َ{..مبدع ٍ..ابداع ..لا مثيلَ له ...سحرتني هذه الكلمات ، قلم يستحق الفخر فيه }

اسهل الكلمات واجمل العبارات وسيدة الوجود 

استغرب من التهاون وراء هذا الكم الهائل من الكذب الصرف والدجل المصمت من الاعضاء تجاه هذه الكلمة العظيمة وهي ((الابداع )) والابداع كما عرفه العلماء المعاصرون (( الخروج عن المألوف )) فلا تجد في كلام بعض الاعضاء الا الكلمات المتناثرة او الكلمات المتداخلة تجدها عند صاحب البقالة وتجدها عند مغسلة الملابس

كلام لايختلف عن اي كلام 

وهو يدل على ان الناس المتهاونة في ذلك الكلام (( سخيفة العقل ، وقحة الوجة ..عديمة الحس )) وهم اكبر الاسباب في توقف الابداع وانتشار الرذيلة الفكرية

فهؤلاء ليس الحديث عنهم ولا لهم ، وليس من همي شرح حالهم او تصليح فاسدهم ، او تعليمهم 
فهم " الصادفون عن طرق المكارم، والمثبطون عن ابتناء المعالى."

لكن الحديث عن فئة اخرى وهم قسمان:

1- من يملك المعلومات لكنه لا يملك القلم الذي يخدم تلك المعلومات فهو يحتاج الى الشحذ والتقويم 

2- ومن لا يملك المعلومات لكنه يملك القلم الجيد الذي يدل على حاجته الى الطاقة المحركة 


ومن الذين يستهويك قدرتهم على الربط بين المعلومة والقلم الواعي على سبيل المثال لا الحصر
(( الشاعر الكبير ناجي العازمي )) و (( الاخت هدوء الصحراء ))
فالمتابع لمواضيعهم وردودهم يجد القدرة الكبيرة على :
1- التحليل
2- الربط بين الجمل
3- فهم ما بين الاسطر من عبارات كامنة
4- الوعي للموضوع وابعاده
5- النقاش الواعي المتوازن
6- المعلومات المساعدة على فهم الموضوع بشكل اكبر


ومن الذين يعجب المرء بقلمهم وقدرتهم على الكتابة الاخ الحبيب والتلميذ النجيب (( عبدالله ماطر المثال )) فهو قلم يحتاج الى صراع طويل حتى يلين له المنهج والطريق ثم تجده علما ً في رأسه نار 

اطلنا عليك ايها القارئ في الفكرة وابعادها والكلام وثقل مؤونته فإليك قصة ً تشرح بعض الحال الذي نرمي اليه : 

يذكر صاحب الاغاني: قال إسحاق وقال معبد أرسل إلي الوليد بن يزيد فأُشْخِصتُ إليه فبينا أنا يوما في بعض حمامات الشأم إذ دخل علي رجل له هيبة ومعه غلمان له فاطَّلى واشتغل به صاحب الحمام عن سائر الناس فقلت والله لئن لم أُطْلِع هذا على بعض ما عندي لأكونن بمزجر الكلب فاستدبرته حيث يراني ويسمع مني ثم ترنمت فالتفت إلي وقال للغلمان قدموا إليه جميع ما هاهنا فصار جميع ما كان بين يديه عندي قال ثم سألني أن أسير معه إلى منزله فأجبته فلم يدع من البر والإكرام شيئا إلا فعله ثم وضع النبيذ فجعلت لا آتي بحسن إلا خرجت إلى ما هو أحسن منه وهو لا يرتاح ولا يَحْفِلُ لما يرى مني فلما طال عليه أمري قال يا غلام شيخنا شيخنا فأتي بشيخ فلما رآه هش إليه فأخذ الشيخ العود ثم اندفع يغني 
( سِلَّوْرُ في القِدْرِ ويْلي عَلُوْه ... جاء القِطُّ أكلَهْ وَيْلي عَلُوهْ ) 
السِّلَّوْرُ السمك الجِرِّيُّ بلغة أهل الشأم قال فجعل صاحب المنزل يصفق ويضرب برجله طربا وسرورا قال ثم غناه 
( وتَرْمِيني حَبِيبةُ بالدُّرَاقِنْ ... وتَحْسَبُني حبيبةُ لا أراها ) 
الدُّراقِن اسم الخَوْخ بلغة أهل الشأم قال فكاد أن يخرج من جلده طربا قال وانسللت منهم فانصرفت ولم يعلم بي فما رأيت مثل ذلك اليوم قط غناء أضيع ولا شيخا أجهل ا.هـ

ونحن نقول (( لم نجد مبدعا اضيع ولا قلما اجهل )) من اصحاب العبارات الرخصية التي تدل ان اصحابها (( سخيفة العقل ، وقحة الوجة ..عديمة الحس )) الذين هم اكبر الاسباب في توقف الابداع وانتشار الرذيلة الفكرية 


واذا اردتَ المدح فعليك بقول الجاحظ : واعلم أن نشر محاسنك لا يليق بك، ولا يقبل منك، إلا إذا كان القول لها على ألسن أهل المروءات، وذوي الصدق والوفاء، ومن ينجع قوله في القلوب ممن يستنام إلى قوله، ويصدق خبره، وممن إن قال صدق، أو مدح اقتصد، يثنى بقدر البلاء، فإن إشراف الثناء على قدر النعمة يولّد في القلوب التكذيب، ويدل على طلب المزايد.فأما ثناء المادحين لك في وجهك، فإنما تلك أسواقٌ أقاموها للأرباح، وساهلوك في المبايعة، ولم يكن في الثناء عليهم كلفة، لكساد أقاويلهم عند الناس. أولئك الصادفون عن طرق المكارم، والمثبطون عن ابتناء المعالى.

وقد قال عبدالله بن المقفع : واعلم أن قابل المدحِ كمادحِ نفسهِ. والمرءُ جديرٌ أن يكونَ حبهُ المدحَ هو الذي يحملهُ على ردهِ. فإن الرادّ لهُ محمودٌ، والقابل له معيبٌ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))