أخبار عالية ...دائما غالية

كنت جالسا في صالة الانتظار اتأمل الوجوه واحلل الثياب

حتى وقعت عيني على صاحب لي قديما عهده جديدا فكره

اخذ كرسيا وجلس وهو يقول (( رب صدفة خير من ألف ميعاد ))

ثم أخذت الاخبار تتسابق بيننا ولا نجد وقتا لكي نفضل ونقدم ما فضلنا

ثم فجأة ودون سابق إنذار هجم علي قائلا صارخا (( تذكرت شيئا ))

هل تعرف المكان الذي فارقناه  ؟

 قلت له : نعم اعرفه وكيف لي ان انساه

قال : لقد تعرفت على شخص جديد فيه شخص يحب التعلم وينطلق من معرفة

يحب التميز ويسعى الى التفرد 

قلت له : وما الجديد كل شيء في ذلك المكان يبدأ هكذا ثم يعود الى مجثمه وتخبو ناره

هو كالبرق سرعة وضوءا لا تستفيد منهم غير انشغال الفكر في غير طائل والى اتعاب الذهن لغير فائدة

قال: هو كما قلت ولكن الغريب ان ذاك الشخص بدأ معي في طريقة عرفتها مرارا وتكرارا فهو دخل علي من باب التعلم وهو يريد ان يعيدني الى ذلك المكان

حاولت مرارا ان افهمه وان اوضح له لكنه كان مغرورا بل هو اقرب الى السذاجة فتذكرت قول العرب (( ان العوان لا تعلم الخمرة ))

ساعدته في كذا مجال من باب لا ارد العلم ولا تكن معول هدم لمن يريد ان يكون شيئا 

قلت له : تقول العرب (( ان الجواد عينه فراره )) لقد عرفت انه كاذب رغم كل ما حاول ان يكون صادقا !!

ان العلم اذا اخذ بطريقة كاذبة كانت بركته قليلة 

قال : هكذا كان الامر استمر ثلاثة اشهر من التعليم  وانا اشعر انه مثل الحرث في البحر 

قلت له : وبماذا انتهى الحديث بينكم ؟

قال : اغلقت كل وسيلة بيننا بعد ان اخبرته بكل عيب عرفته وكل خطأ ارتكبه


ثم جاء وقت الانصراف فقد حانت وقت رحلتي ورحلته

فذهب شمالا  وذهبت جنوبا 

ولم انظر خلفي ولم ينظر خلفه


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرد على السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني

الفرق بين المبدا والرأي (( نقاش ))

الشاعر حامد زيد و (( حاتم الطائي ))